.
إنه من العجيب أن جميع الأفلام التي تدور أحداثها في الفضاء وخصوصاً التي تحتوي على المعارك وحروب النجوم لا تستخدم مسدسات حقيقية كالتي نعرفها بدلا من مسدسات الليزر، لأن تلك الأفلام - الخيالية - يجب أن تراعي بعض الأسس الواقعية ! ولكن هل حقاً لن يعمل المسدس العادي في الفضاء ؟ حسنا الإجابة - لا – فهو بالطبع سيعمل ولكن ليس تماما كما نعهده على الأرض، فكيف ذلك ؟
بالإضافة إلى أنه لا يوجد صوت في الفضاء الخارجي، فلا يوجد أكسجين أيضاً، والضروري لخلق أي نوع من الشرارة. ولكن الأسلحة الحديثة مزودة بمؤكسد داخلي، ومواد كيميائية لإشعال البارود وإطلاق الرصاصة. تلك العملية الداخلية تسمح للبندقية بإطلاق النيران بغض النظر عن مكان تواجدها.
ربما سمعت يوماً ما عن قانون نيوتن الثالث والذي ينص على :
لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه
مما يعني أنك إذا كنت تسبح في الفضاء وقمت بإطلاق رصاصة، سيحدث ارتداد ضد كتفك كما على الأرض، ولكن لن تساعدك قدماك بسبب الجاذبية لامتصاص الارتداد، وبالتالي سيدفعك هذا للوراء. بمعنى أنه عندما تخرج الرصاصة في اتجاه ما، سوف تتجه أنت مبتعداً عنها في الجهة المقابلة.
ولكن ماذا عن تلك الرصاصة التي خرجت ؟ ما مصيرها ؟ بالطبع لن تكون سرعة الرصاصة في الفضاء أكبر بشيء يذكر منها على الأرض، ولكنها تستطيع السفر لمسافات أبعد. على الأرض، حتى لو لم تصطدم الرصاصة بشيء ما أو شخص ما لتتوقف، سوف تدفعها الجاذبية التي تشدها لأسفل للتوقف عاجلاً أم آجلا. ولكن في الفضاء – حيث لا توجد جاذبية بالأساس – ستستمر تلك الرصاصة بالسفر إلى ما لا نهاية ما لم تجد كويكباً أو جسماً تصطدم به.
وبالطبع، إن كنت تحرز رقماً قياسياً في لعبة التصويب على البط الموجودة في ألعاب أتاري عندما كنت صغيراً – أو بمعنى أدق كنت سيء الحظ - ، يمكن أن ينتهي المطاف بأن تطلق على نفسك. ولكن كيف ؟ لو كنت في مدار حول كوكب ما، فأنت بالتأكيد مُحتجز في مجال جاذبية ضعيف، فإذا قمت بإطلاق النار مباشرة سوف تظل الرصاصة تتجه في مدار ثابت حول الكوكب في حقل الجاذبية ثم تعود إليك مرة أخرى لتصيبك في ظهرك !
من فضلك شارك غيرك بالموضوع إذا أعجبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق