.

هل أنت ممن يأس من الحياة ويأست الحياة منه؟ هذا المقال لك



أصبحنا في عالم غريب وعجيب، تتعدد فيه ملامح البؤس والشقاء بالنسبة لطبقة كبيرة من التعساء، عالم تعهدت فيه الفرص والخيارات بأن تميل لصنف على حساب الآخر ! في زمان قلّما وجدت فيه شخصا لم يعاني من الاكتئاب وخيبة الأمل، زمانٍ عليك أن ترضى فيه بالنصيب وتجلس مكتوف الأيدي مستسلماً للعبة القدر وما تفرضه عليك من صعوبات وعوائق تجعلك تؤمن حقاً بأن الحياة ليست لأمثالك ..

ما رأيك في المقدمة ؟ هل توافقنى الرأي ؟ هل حقاً الحياة ليست عادلة كما يقول البعض ؟
حسناً إن كان جوابك بنعم فأنت مخطئ تماماً ..

فى ضوء الحياة المعاصرة وكثرة متطلباتها ترى كثيراً من الأشخاص وعلى وجوههم آثار الهموم وإن حاولت أن تتحدث مع أحدهم وتخفف عنه ما ألمّ به .. قد تندم على اليوم الذي ولدتك فيه أمك ! حيث أنه سيبدأ بسرد الأمور والمشاكل وقصص الفشل التي أودت به إلى هذا الحال وقد تجلس بجانبه وتندب حالك أيضا .. ولكنك إذا سألته لمَ لا تحاول التغلب على ما يواجهك سيرد عليك بكل بساطة "إن الحياة صعبه" !

يقول الرّافعي :
أشد سجون الحياة قسوة، فكرة بائسة يسجن المرء منا نفسه بداخلها

وما الذي يمكن أن يكون أشد بؤساً من أفكارٍ بائسة تسيطر على عقل صاحبها وتُفقده لذة الحياة ومتعتها فدعنا عزيزي القارئ نحررك من قيود الأفكار اليائسة ومن سجن قلقك من الحياة وما ألم بك من قسوة حكمها فعندى لك بعض النصائح اكتبها بماء الذهب :
  •  آمن دائماً بأن الرواية لن تكتمل مادمت حياً !
 
نعم وحتى إن قالت الظروف عكس ذلك فالحياة ملئية بالمفاجآت والفرص التي - حتما - لن تأتي راكعة تحت قدميك ! ولكن عليك بذل الكثير من الجهد حتى تصل إلى مبتغاك فحياتك هي روايتك اكتبها كما تشاء فلن يكتبها لك غيرك.

  • الصورة ليست كاملة !
 
بمعنى أن الله - عز وجل - أرحم بك من غيرك فإن اختار لك أمراً تأكد بأنه الأفضل - أيا كان ما تراه - فدائماً ضع نصب أعينك بأن الخيرة فيما اختاره الله وأن عدم توفيقك فى عمل ما تراه أنت خيراً خالصا؛ كان شراً حتمياً لولا رحمة الله - عز وجل - بمنعك من الوصول إليه.
فعجباً ! تبكي وتتذمر وتشكو حُكمه وهو قد قدر لك الأفصل !

  • كن مع الله دائماً وأبداً لن تندم !
 
كثير من حالات الإكتئاب التي يعاني منها الكثيرون مهما كانت أسبابها فسببها الأساسي هو البعد عن الله - عز وجل - وترك ما أمرنا به لتستقيم حياتنا، فالتسليم للقدرة الإلهية أمر لابد منه، وكن على يقين دائماً أن هناك فصل آخر في روايتك فأنت لست سنوات عمرك ولن يكون الفناء في انتظارك حتى تنتهي أنفاسك ! بل هناك دائماً الفصل الأهم وهو الدار الآخرة ولقاء الله عز وجل فهناك سترى الميزان وحتماً ستتأكد بأن المؤشر ثابت في المنتصف.

  • الرزق ليس بالمال !
 
نعم، فالرزق مسألة نسبية وليست بما يترجم إلى جنيهات ودنانير ! فلن أسألك السؤال المعتاد الذي تعتقد أنه مبالغ فيه أحياناً : بكم تبيع لي أذنك .. عينيك .. قدمك ؟! لكي أؤكد على عظمة ما تملكه ومقدار النعمة التى تنعم بها، ولكني سأقول لك أن الراحة والنوم الهادئ لا يقدر بمال، وربما دفع أصحاب الثروات الهائلة كل ثروتهم !

# طلب هارون الرشيد يوماً الماء ليشرب، فلما أهمّ بشربه، قال له ابن السماك : مهلاً يا أمير المؤمنين ! لو مُنعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها ؟ فقال : بنصف ملكي، قال ابن السماك : اشرب، فلما شرب هارون الرشيد قال له ابن السماك : لو مُنعت خروجها من بدنك ، بماذا كنت تشتريها ؟ قال هارون الرشيد : بجميع ملكي، فقال له ابن السماك : إن ملكاً لا يساوي شربة ماء وخروج بولة لجديرٌ ألا يُنافس فيه !

  • إقرأ دائماً وأبدا !
 
لن أتطرق كالمعتاد إلى فؤائد القراءة ولكنك يجب أن تقرأ باسمترار فهي أنسب علاج بدون دواء للاكتئاب وخيبة الأمل، فهناك الكثير والكثير من الكتب التحفيزية المسلية في مجال التنمية البشرية ومجالات أخرى تأخذك من سجنك وتضع العالم بين يديك.

  • مارس الرياضة بانتظام !
 
حيث أنه قد ثبت من نتائج الاختبارات التي أُجريت على الفئران أن الرياضة تخفف من وحدة الصدمات العصبية الناتجة عن التعرض لأمور غير معتادة، فقد تمكنت الفئران التي خضعت لبرنامج رياضي من التعامل بهدوء مع ظروف صعبة مثل الوقوع المفاجئ في مياه شديدة البرودة. ويقول شميت أن الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة متواصلة في اليوم يحسن الشعور النفسي ويرفع المعنويات بشكل كبير، مضيفاً أنه لاحظ تزايد رضا الناس عن أدائهم كلما تزايدت سرعة دقات قلوبهم.

وحتى لا أطيل عليكم أكثر من هذا فهناك الكثير والكثير من الأسباب التي تدعوك للخروج من كهفك والاستمتاع بالدنيا بحلوها ومرّها سواء كانت النتائج في جانبك أم لا .. سواء كنت تحسبها شراً أم خير .. فدائماً حاول ولا تيأس - فلا يأس مع الحياة - .

قليل من الإدراك السليم، وقليل من التسامح، وقليل من المرح،
وسوف تدهش عندما ترى كيف استطعت أن تريح نفسك على ظهر هذا الكوكب
من فضلك شارك غيرك بالموضوع إذا أعجبك

كن إيجابياً وشاركنا برأيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة مدوّنة شطيفة © 2016 - 2017 | نقل مواضيع بدون تصريح ممنوع |