.

ألم يحن الوقت لتتوقف عن مطاردة النجاح ؟

مقال بواسطة : توفيق نبيل ، # مدون من مِصر

"لا أستطيع تصديق أن هدف الحياة أن تكون سعيداً فقط. أظن أن الهدف من الحياة أن تكون  مفيداً، أن تكون مسئولاً، أن تكون عطوفاً .. الغرض من الحياة - فوق كل هذا - أن تكون ذا قيمة، محسوباً، تدافع عن شئ ما، أن يحدث تغيير يدل على أنك قد عشت أصلاً." __ ليو روستن


إن النجاح المادي دافع قوي، و يتحكم فى حياة الكثيرين، فإنه يحدد المهنة، يحدد كيف تستخدم الوقت، الطاقة، والمصادر. إنه يأثر على العلاقات، الجداول، و العائلات. و للبعض قد يصبح ذلك الشغف الذي يستهلكهم تماماً.

ولكن للأسف، النجاح المادي ليس أسمى غرض لحياتنا - فى الحقيقة - مقارنةً بالأهمية، فهو يتلاشى سريعاً.

# انظر إلى حدود النجاح !

  • النجاح يتأرجح صعوداً و نزولاً مع حالة الإقتصاد ! كما أثبتت السنين الأخيرة، فإن النجاح المادي هو دائماً تحت رحمة الإقتصاد القومي و بشكل متزايد مع الإقتصاد العالمي. حيثما يقع الإقتصاد -كما يحدث دائماً - يقع النجاح.

  • النجاح يتوقف يوم تتوقف أنت عن الحياة !  عند موتك، كل ثروتك و ممتلكاتك ستتحول إلى شخص أخر فوراً، حتى لو استطاع ذلك الشخص أن يكمل مسيرتك، الحقيقة أن ذلك الشخص لن يكون أنت أبداً.

  • النجاح غير كافٍ أبداً ! النجاح المادي لن يشبع أبداً تلك الرغبات الكامنة فى أعماق أرواحنا، مهما كان العائد المستحق من النجاح المادي، فذلك يجعلنا نريد المزيد دائماً.


# على الصعيد الآخر .. انظر إلى الأفضلية فى الأهمية !

  • الأهمية خالدة؛ القيمة التي ستحققها فى حياتك دائمة بعد حياتك - حتى و إن لم تكن حاضر - قيمتك ستكون دائماً لك، و لا شئ يستطيع سلب ذلك منك.

  • الأهمية مستمرة؛ الأهمية عطاءة عندما تغير حياة أحدهم بإيجابية، وذلك الشخص يغير حياة شخص أخر، بدوره يقلب حياة أخر، والأخر يأثر على غيره ... وهكذا.
 
  • تحقيق القيمة يغذي أرواحنا و يشبعها؛ فى حين أنه لا يمكننا روي العطش للنجاح، تحقيق القيمة يستطيع إشباع أعماق قلوبنا و أرواحنا. تحقيق الأهمية يعطينا راحة البال، يمكننا من وضع روؤسنا على الوسادة ليلاً واثقين من أننا عشنا يوم قيّم مُرضي. 
 
للأسف، كثير من الناس تقضي معظم حياتها فى مطاردة تحقيق النجاح المادي، و هناك من يصل إلى ذلك الهدف أكثر من غيرهم كثيراً، و عند وصولهم له يجدونه هدف غير مرضي فى النهاية، و عندما يضعون مسعى الأهمية نصب أعينهم بدلاً من النجاح، يتسألون لمَ أضاعوا الكثير من حياتهم فى مطاردة شئ أخر.

# لا تهدر المزيد من أيامك. أسعى وراء القيمة و الأهمية من اليوم !

إليك بعض الخطوات العملية لتبدأ بها :

1. كن على يقين أن الحياة لن تدوم للأبد، الجميع يعلم أن الحياة ستنتهي لكننا نفضل ألا نفكر فى ذلك. هذا مؤسف، حالما تفكر فى نهاية حياتك, تبدأ تعيش بطريقة مختلفة فى الحاضر. أنت لست صغير أبداً على التفكير فى أسطورتك و إرثك، كيف تريد الناس أن يتذكروك ؟ و ماذا تريد حقاً أن تحققه قبل أن تموت ؟ أكتب قائمة أحلام، أنشرها فى مكان ما . . نادراً ما ستجد نفسك قد كتبت "قيادة سيارة جميلة" من الأشياء التي تريد أحدهم أن يتذكرك بها !

2. عش حياة تستحق أن تُقلد، عش بشخصية، بنزاهة، وأخلاق. حياتك عليها أن تكون فى الخصوصية كما هي فى العامة. فى حين أنه لا وجود لشخص كامل .. فقط أجتهد لعيش حياة نزيهة - سيظهر عليك -.

3. ركز مع البشر لا العملة، ابدأ فى تحويل تركيزك من حسابك فى البنك إلى الناس من حولك. بدلاً من القلق على تحضير الخطة التالية للوصول للثراء، أصرف تلك الطاقة على طفلك، جارك، أو قليلي الحظ فى مجتمعك.

4. ابدأ مع فرد واحد واكتشف شخص يحتاجك اليوم، الأهمية قد تساوي كوب شاي أو سؤال منبعث من القلب، إن كنت غير متأكد من أين تبدأ ؟! جرب هذا "لا يا صديقي، حقاً كيف حالك ؟"

5. ابحث عن مهنة خارج مجال عملك، أحياناً، عملنا اليومي قد يقودنا إلى الأهمية، لكن إن كان عملك لا يفعل هذا معك، ابحث عن "مهنة للأهمية" خارج عملك عن طريق التطوع للأعمال الخيرية فى الجمعية المحلية فى منطقتك. فى الأغلب عطاياك، مواهبك، و خبراتك مطلوبة و بشدة. استخدم عملك لدفع الفواتير، و "مهنتك الجديدة" للدفع لروحك.

6. اعلم أن الأهمية لا تعتمد على النجاح، الكثير من الناس تقع فى فخ فكرة "بمجرد أن أكون غني، سأكون مهماً ! ". و هذا نادراً ما يحدث، اخترر الأهمية اليوم، ابدأ بالسعي ورائها الآن .. بعد ذلك، قد تجد النجاح المادي قادم لطريقك فى المستقبل، ستجد عقلك فى مكان أفضل لإستخدام نجاحك الجديد لأهمية أكبر.

7. قلل من مصاريفك وتعلم العيش مع القليل، العيش ببساطة يحرر حياتك لاستثمارها فى مساعدة الأخرين، والتعايش مع مصاريف أقل يمكنك من التحرر من المكتب أكثر و التعامل مع المصادر من حولك للتأثير فى من حولك.

8. اقرأ فى بيوجرافات أشخاص سعوا وراء تحقيق الأهمية من قبل بدلاً من النجاح فقط.، إن كنت تفضل التاريخ الحديث، فاقرأ عن الأم تريزا أو عن نيلسون منديلا. وإن كنت تفضل قصص أقدم؛ جرب مهاتما غاندي أو هاريت توبمان. - على أية حال - حياتهم ستلهمك أن تفعل أكثر بحياتك أنت.

قليلاً ما نجد الناس تصل لمرحلة من حياتها و تنظر إلى ما عاشته وتجدها تتذوق نجاحاتها المهنية بحلاوة. على العكس، نجدهم يحتفوا بالتأثير والتغيير الذي أحدثوه فى حياة الأخرين. أعطِ لنفسك مساحة للنظر على حياتك واحتفل بما أنجزته، توقف عن مطاردة النجاح وابدأ سعيك وراء الأهمية.
من فضلك شارك غيرك بالموضوع إذا أعجبك

كن إيجابياً وشاركنا برأيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة مدوّنة شطيفة © 2016 - 2017 | نقل مواضيع بدون تصريح ممنوع |