.

نيوس : البحيرة الغامضة التي قتلت الآلاف !


بحيرة نيوس - شمال غرب الكاميرون
بحيرة نيوس "Lake Nyos" هي بحيرة تقع في الشمال الغربي من دولة الكاميرون، وذلك على بعد حوالي 315 شمالي غرب العاصمة ياوندي. قد تبدو لك بحيرة رائعة ذات معالم خلابة ومكان مذهل ليرتاده الفنانون والشعراء و كذلك محبي الرحلات، لكن ما رأيك إن علمت أن تلك البحيرة كانت سبباً في إزهاق أرواح أكثر من تلك التي أزهقها السفاح النازي كلاوس باربي وفي ليلة واحدة !

  • حادثة غريبة تحصد آلاف الأرواح !
بدأ الأمر في ليلة الحادي والعشرين من شهر أغسطس عام 1986 عندما سمع المزارعون وبعض الأهالي في القرى المجاورة لتلك البحيرة صوت إنفجار شديد، وانتشر رزاز خفيف امتد لمئات الأقدام، ومن ثم بدأت بعض التجمعات من السحب البيضاء في الانتشار أعلى البحيرة لما يقرب من مائة متر، فهلع المزارعون للبحث عن مصدر هذا الصوت وتلك الأدخنة ولكنم ما لبثوا أن وجدوا البحيرة حتى سقط جميعهم على الأرض ما بين ميت أو فاقد للوعي !


بعد ذلك انتشرت تلك السحب حتى دخلت القرى المجاورة لها حتى أبادت جميع من فيهم وعلى رأس تلك القرى قريتا "نيوس" و "كام". وفي صباح اليوم التالي كان كل حي في القرية قد مات سوى 4 أشخاص هم من نجوا من تلك الحادثة من القريتين حيث قدر عدد الوفيات بحوالي 1700 شخص و3500 رأس ماشية، وفي القرى المجاورة نجا حوالي 4000 شخص فقط ولكن ليس تماماً حيث عانوا من تقرحات ومشاكل في الجهاز التنفسي وحتى حدوث الشلل.


انطلقت السحب في الوادي تقتل الناس بعيدًا عن البحيرة حتى وصلت الى 25 كيلومتر بعيدًا عنها في اليوم التالي لم يبقى غير السكون الذي خلفته السحب  كما ان البحيرة تغيرت ايضا فقد اصبحت ضحلة اكثر واصبحت النباتات والاوراق طافية على سطحها واصبح لون البحيرة اشبه بالصدأ بعد ان كان ازرق زاهي ولا احد  يعرف ماذا حدث؟ - See more at: http://www.thaqafnafsak.com/2012/08/1700.html#sthash.WFYKou1H.dpuf
ومن ثم انتشرت في الوادي تقتل الناس بعيدًا عن البحيرة حتى وصلت إلى حوالي 25 كيلومتر بعيدًا عنها ولم يبق غير السكون الذي خلفته ورائها، كما أن البحيرة تغيرت معالمها وأصبحت مياهها ضحلة وماتت النباتات بها وطفت أوراقها على سطحها وتحول لونها إلى ما يشبه الصدأ بعد أن كانت زرقاء صافية ولم يعرف أحد حقيقة ما حدث !
 

انتشر الخبر وبدأت التحقيقات في تلك الحادثة، اعتقد بدايةً بوجود فيروس ينتشر في الأجواء، وذهب الاعتقاد أيضاً إلى أن هناك من أطلق سلاحاً بيولوجياً فتاكاً، بعد ذلك اتجه العلماء إلى الكاميرون لدراسة الموقف والوقوف على أسباب واضحة تفسر حقيقة ما حدث، لكن لم يكن هناك أي دليل ملموس سوى ما قاله أحدهم بأنه شاهد سحابة بيضاء تسير منخفضة في كل اتجاه.
وقال آخر إنه شم رائحة كريهة في الأجواء تشبه رائحة البارود وهناك من سمعوا صوت انفجار، والأثر الأكثر وضوحاً التقرحات التي ظهرت على أجساد الناجين، بدا الأمر غريباً للعلماء إذ لم يكن قد سجل مثله في التاريخ من قبل، وتقرر إخلاء تلك القرى من السكان.

  • تفسير ما حدث !

ما حدث تحديداً والذي اكتشفه العلماء بعد ذلك بسنوات من الأبحاث والتجارب هو أن تلك البحيرة تتربع على فوهة بركان ورغم عدم نشاط البركان، إلا أن جيباً من الصهارة (الماغما) يقع في أسفل البحيرة، وهو مسؤول عن حدوث تسريبات من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) من فترة لأخرى، فتشبعت تلك البحيرة بشكلٍ هائلٍ بالغاز البركاني، والذي يتكون معظمه من ثاني أكسيد الكربون وغاز أول أكسيد الكربون، ثم اندفع الغاز المحاصر فيها في انفجارٍ هائل، وبمجرد حدوث الثوران تشكلت سحابة غاز CO2 فوق البحيرة وانتشرت وتوسعت متسللة إلى المناطق المجاورة وحصدت من الأرواح ما حصدت.

  • ما هو انفجار البحيرات ؟

انفجار البحيرات “Limnic Eruption” هو نوع نادر من الكوارث الطبيعية التي يثور فيها فجأة غاز CO2 من مياه البحيرة العميقة، إذ يكفي انهيار أرضي صغير أو زلزال بسيطاً ليندفع الغاز من الأعماق، ما يشكل تهديداً خانقاً للحياة البرية والثروة الحيوانية والبشر. ويعد هذا النوع من الكوارث أشد خطراً من أي كارثة على وجه الأرض، لأنه وبكل بساطة ينتشر لمساحاتٍ واسعة ملتصقاً بالأرض ويسير بين الأقدام دون أن يشعر به أحد حاصداً بذلك مئات الأرواح معظمهم من الأطفال.

للحد من تكرار أمثال هذه الحوادث مستقبلاً جرى سنة 2001 تركيب أنابيب من أجل تصريف الغاز، والتي تقوم بسحب المياه المشبعة بالغاز من الأسفل وجلبها إلى الأعلى كي ينطلق الغاز بشكل تدريجي وبكميات آمنة إلى الجو. وفي سنة 2011 تم تركيب أنبوبين إضافيين لذلك الغرض.
من فضلك شارك غيرك بالموضوع إذا أعجبك

كن إيجابياً وشاركنا برأيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة مدوّنة شطيفة © 2016 - 2017 | نقل مواضيع بدون تصريح ممنوع |