.
معظم الناس عادة ما يحبون الألغاز المحيرة، فمثلا من منا لا يتساءل عن ماهية الأطباق الطائرة ؟ ، أو ماذا حدث لرحلة طائرة الخطوط الماليزية "370"؟ ، أو حتى عن سر مثلث برمودا الذي حير الكثيرين على مدار عقود؟!
مهلا ! الأخير هذا قد تم حله وسنستعرضه في هذا المقال وأيضا سيكون هناك تقرير مفصل عنه لاحقاً.
ولكن .. مهما بلغت صعوبة اللغز يبقى لغزاً كغيره لابد له من حل مؤكد، يرجع الفضل في ذلك للأدوات البحثية والتي ربما لم تكن موجودة وقت وقوع تلك الأحداث، لكن المحققون يملكون القدرة على معرفة الحلول لمعظم تلك الألغاز. أحياناً تكون الصدفة هي العامل المساعد للباحثين على إيجاد تلك الحلول ببساطة، والأحيان الأخرى ترجع الفضل فيها إلى اعترافات المجرمين بما فعلوه وهم على فراش الموت وأيضا من خيط يتركونه أثناء ارتكابهم لتلك الجرائم.
نستعرض لكم في هذا المقال بعض تلك الألغاز التي حيرت الكثيرين على مدار أعوام وعقود من الزمن والتي استطاعوا أخيراً إيجاد تفسيرات منطقية لها ...
- هل هربت أناستاسيا من الشيوعيين؟
 |
| آنا أندرسون |
بعد سنوات قليلة من قتل السفاحون الشيوعيون للقيصر الروسي سيزار نيكولا الثاني وزوجته وخمسة من أبنائه وذلك بوضعهم في القبو وإشعال النيران فيه وهم أحياء في يوليو 1918، ظهرت في أوروبا امرأة تدعى آنا أندرسون تدّعي بأنها الابنة الصغرى للقصر نيكولا الثاني "أناستاسيا". وادعت أيضاً بأنها نُقلت من موقع تلك الأحداث بمساعدة من بعض المحسنين.
أما عن أناستاسيا فقد شيع أنها قتلت على يد الشرطة الشيوعية مع أسرتها ولكن انتشرت بعض الأقاويل بعدها أنها هربت وذلك لأنهم لم يجدوا جثتها في المقبرة الجماعية والتي قتلت فيها أسرتها على يد الشيوعيين في ييكاتيرينبرغ. وظلت هذه القضية تشغل البعض منذ عام 1918 حتى يناير 2007 عندما أعلن بعض العلماء الروس وجود جثتين محروقتين لصبي وشابة بالقرب من ييكاتيرينبرغ واشتبه أنهما يعودان لأناستاسيا وأخيها ألكسي نيكولايفيتش، وفي 30 أبريل عام 2008 أكد علماء أدلة جنائية أن الجثتان تعودان بالفعل لأناستاسيا وأخيها ألكسي، وأنهما قتلا مع والديهما وبقية إخوتهم ولم ينجُ أحد.
- ما هو سر مثلث برمودا ؟!
حسناً إن لم تكن قد سمعت عن فوز نادي الزمالك بالدوري المصري هذا العام، أو حتى عن نتيجة مباراة النادي الأهلي المصري الأخيرة 13 – 0 ، فأنت بالطبع سمعت عن مثلث برمودا وما يدور حوله من أقاويل يقشعّر لها البدن من نهاية ثقب أسود إلى مملكة إبليس وغيرها الكثير من التفسيرات غير المؤكدة والمبنية على الاجتهاد التام. ويقع المثلث في منطقة جغرافية على شكل مثلث متساوي الأضلاع ، على مساحه حوالي مليون كم² من المحيط الأطلسي بين برمودا، وبورتوريكو، وفورت لودرديل. وفقاً للأساطير تحتوي تلك المنطقة على قوى خبيثة مجهولة تتسبب في اختفاء السفن والطائرات ومن على متنهم ليذهبوا دون أي أثر !
بعض الناس يلقون باللوم على الغزاة الخارجيين الذين يختطفون البشر للقيام بأبحاث عليهم، أو الدوامات، أو حتى ظاهرة النفث المحيطي ( ثوارن لغاز الميثان الناتج عن رواسب المحيطات ).
ولكن الغموض الحقيقي وراء مثلث برمودا هو أن الناس يتهافتون على تصديق الخرافات. ورجوعاً لسبعينات القرن الماضي وتحديداً عام 1975، قام الكاتب والطيار "لورانس ديفيد" بنشر تحقيقاته في تلك الظاهرة، عندما تلقى بضعة تقارير رسمية عن بعض السفن، تفيد بأنها تعرضت لظروف غير طبيعية كالاختفاء الغير معروف سببه وغيرها، وجد أنها عادة ما تغرق بسبب الطقس السيء أو تعانى من حوادث واضحة التفسير وكذلك أحيانا يتم إيجاد حطام تلك السفن.
وطبقاً لما نشره موقع U.S. Coast Guard " أنه لم يتحدد وجود ما يسمى بمثلث برمودا كمنطقة جغرافية ذات خطر معين على السفن والطائرات" وأوردت أيضا بعد الاطلاع على تلك الحوادث أنه لا شيء غير طبيعي حدث لم يتم تفسيره.
- ما السر وراء اختفاء حضارة شعب المايا العريقة ؟
على مدى عقود، تحيّر الكثيرون حول الانهيار الحضاري المجتمعي الأفظع في التاريخ البشري. لماذا هجر شعب المايا عشرات المدن التي بناها في شبه جزيرة اليوكاتان منذ فترة تصل إلي عام 700 قبل الميلاد ؟ وكيف تحولت تلك الحضارة العظيمة إلي حطام ؟!
بعض الناس فسروا تلك الظاهرة بأن شعب المايا قد تمت هزيمتهم في إحدى المعارك على أيدي خصومهم أو أنه قد حدثت انقلابات على الطبقة الحاكمة من قبل الفلاحين. وآخرين فسروا ماهية اختفائهم بأنه غزو من قبل الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية.
ولكن وفي دراسة نشرت عام 2012، لباحثين من جامعة ولاية الأريزونا، والذين قاموا بتحليل البيانات الأثرية متطلعين لمعرفة الظروف البيئية التي أحاطت بشعب المايا في ذروة مجده، وجدوا دلائل تثبت نظرية ذكرها لأول مرة ، المؤرخ "جيرد دياموند" في كتابه عام 2005 "الانهيار" وكذلك أكدها الباحثون حيث اكتشفوا أن شعب المايا قد أحرقوا وقطعوا مساحات كبيرة من الغابات مما أدى إلى تغيير قدرة الأرض على امتصاص الأشعة الشمسية والذي بدوره جعل تساقط الأمطار وتكون السحب أمراً نادراً. مما أحدث جفافاً في الطبيعة والذي سبب تآكلا ونضوباً للتربة وبالتالي فسدت الزراعة وقلّ الغذاء المتاح مما أجبر العمال على ترك أراضيهم خوفاً من المجاعات ومن ثم انهارت حضارة شعب المايا العريقة !
- هل تورّط الرجل صاحب المظلة السوداء في مقتل "جون كينيدي" ؟
من أغرب الألغاز في قضية اغتيال الرئيس الأمريكي "جون كينيدي" في "دالاس" غير لغز السيدة المجهولة، هي ظهور رجل يحمل مظلة سوداء، ذاك الشخص المشوش الذي يظهر في عديد من الصور التي تم التقاطها في ذلك الوقت كالصورة التي بالأعلى رافعاً مظلة سوداء على طول الطريق الرئاسي، على الرغم من أن السماء كانت صافية !. البعض رأوا أن ذلك دليل على أن تآمره وتورطه في عملية الاغتيال حيث اتجهت التفسيرات إلى أنه قد أعطى إشارة لقناص بقتل الرئيس. وذهب البعض الآخر للاعتقاد بأنه هو الشخص نفسه الذي نفذ عملية الاغتيال حيث أنه قد قام بإعداد بندقيته بذخيرة مسممة متخفياً وراء مظلته.
ولكن عندما أعيد فتح التحقيق في تلك القضية من قبل مجلس النواب الأمريكي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، جاء رجل في الثالثة والخمسين من عمره يدعى لوي ستيفن ويت مدير مخازن دالاس وشهد بأنه هو نفسه الرجل صاحب المظلة السوداء، ولقد برر ادعاءه بتفسير غريب فقد صرح بأنه كان من أشد المعارضين لوالد الرئيس الأمريكي السفير جوزيف كينيدي وذلك لأنه دعم رئيس الوزراء نيفلي شامبرلين فى سياسته الداعمة للنازية آنذاك. فلقد كانت شامبرلين تمتلك العلامة التجارية للمظلات ولذلك اتخذها معارضي الرئيس الأمريكي وسيله للتعبير عن استيائهم ضد السياسات الداعمة للنازية.
ومن سوء الحظ فقد اختار ويت هذا اليوم بالتحديد لكى يقف حاملا المظلة السوداء للتعبير المرئي عن معارضته للرئيس وأخد يلوح بها من أجل مضايقه الرئيس فقط ومن ثم أحضر لهم المظلة السوداء الممزقة المنشودة كاشفة عن عدم حمل صاحبها لأي أسلحة .ولقد أضاف ويت قائلا :
"لو أن موسوعة جينيس كان لديها رقماً قياسياً لمرتكبي الأفعال الخاطئة في الأوقات الغير مناسبة لحطمته".
من فضلك شارك غيرك بالموضوع إذا أعجبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق