ماذا لو اختفى "البعوض" من حياتنا ؟

بعد نهار شاق تعود إلى بيتك أملاً في الحصول على قسط من الراحة، تتناول عشاءك وسرعان ما تذهب إلى سريرك للخلود إلى النوم، لتجد طائرات استطلاع تصدر طنيناً مزعجاً تحوم حول رأسك وعلى مقربة من أذنك، ومن ثم تشعر بوخزة في وجهك أو في أي منطقة من جسدك على حسب مدى سوء حظك. وبعد ذلك يتفاقم الأمر لتجد نفسك محاطا بسرب من تلك الحشرات المزعجة والتي تفسد عليك وقت راحتك فتحاول إنقاذ الوضع وتحرك يدك وتصفع نفسك على وجهك، ولكن يكون الأوان قد فات وتجد نفسك مغطى بالعديد من اللدغات التي من المؤكد أن تزعجك لبضعة أيام.

بعد كل ذلك تتمنى لو أنه لم يعد هناك بعوض على الكوكب. ولكن مهلاً ! ماذا لو اختفى البعوض "الناموس" حقاً من حياتنا ؟

بدايةً عليك أن تعلم أن انقراض البعوض سوف يشمل انقراض ما يقارب 3500 نوع، وهو عدد أنواع البعوض على الأرض في وقتنا الحالي. من بين تلك الآلاف من الأنواع يوجد حوالي 200 نوع فقط يقوم بمهاجمة البشر، منهم 3 أنواع فقط – الأنوفيليس Anopheles ، الكيولكس Culex ، وبعوضة آيديس الزاعجة Aedes – هم من يشكلون خطراً معيناً على صحة الإنسان حيث أنها تنقل بعض الأمراض كالملاريا والحمى الصفراء.

ولقد قام بعض العلماء بالتحقيق في عديد من الطرق للتخلص من البعوض، تتضمن وسيلة وراثية والتي تجعل البعوض ينتج ذكوراً أكثر من الإناث. ومع كل جيل جديد والذي يكون ذكورياً في المقام الأول، يحدث تحديد للنسل شيئا فشيئا حتى إبادتهم نهائياً.

محاربة البعوض ليست مشكلة حديثة، حيث أن البعوض يتواجد على هذا الكوكب منذ أكثر من 100 مليون سنة وبالتالي أصبح جزءاً هاماً في السلسلة الغذائية.

اتضح أنه لو وجد العلماء طريقهم للتخلص من البعوض نهائياً، فهذا كان من شأنه أن يخلق فجوة واسعة في البيئة الطبيعية. التندرا "الصحاري الباردة" على سبيل المثال - والتي تقع في القطب الشمالي للكرة الأرضية – حيث يتواجد أنواع عديدة من البعوض والتي تنتشر بكثرة هناك وتعتبر مصدراً غذائيا للطيور المهاجرة، إذا تم التخلص من البعوض سوف يتناقص عدد الطيور في المنطقة لأكثر من النصف. ويتوقع بعض العلماء مصير مماثل ينتظر العديد من أنواع الأسماك المختلفة حول العالم، والتي تحتاج إليها في نظامها الغذائي لتبقى على قيد الحياة. في الواقع لو اختفى البعوض، بقية الحشرات والطيور وأيضاً الأسماك التي تتغذي عليهم سوف يتناقص عددهم بشدة مما يحدث خللاً فظيعاً في السلسلة الغذائية.

على الرغم من ذلك، فإن بعض العلماء يتوقعون بأنه إن اختفى البعوض لن تحدث تلك الكارثة المتوقعة، حيث أن معظم الحيوانات سيحاولون التأقلم بأقصى درجة مع الوضع والبحث عن فريسة أخرى ليعتمدوا عليها في غذائهم وستستمر الحياة بدون البعوض وما ينقله من أمراض. فالملاريا على سبيل المثال تقتل حوالي مليون شخص سنوياً وتتسبب في إعياء ما يقرب من 246 مليون شخص كل عام.

من فضلك شارك غيرك بالموضوع إذا أعجبك

كن إيجابياً وشاركنا برأيك